شهر رجب: شهر الغرس والنماء الروحي

هل سألت نفسك يوماً لماذا خصّ الله بعض الأشهر بمزيد من الفضل والكرامة؟ ولماذا كان العرب في الجاهلية – رغم ضلالهم – يعظّمون شهر رجب لدرجة أنهم كانوا يتوقفون فيه عن القتال؟

في خضم حياتنا المعاصرة السريعة، يمر علينا شهر رجب كل عام، وقد لا ندرك أننا نمر على كنز من الفرص الروحانية التي يمكن أن تغير حياتنا بالكامل. إنه الشهر الذي وصفه السلف الصالح بأنه “المفتاح الذهبي” لموسم روحاني عظيم يمتد لثلاثة أشهر متتالية، ينتهي بشهر رمضان المبارك.

﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36]

وفي هذا الشهر المبارك، يفتح الله لعباده أبواباً من الرحمة والمغفرة. فهو فرصة ثمينة للتوبة النصوح والعودة إلى الله. تخيل أن باباً من أبواب الجنة قد فُتح لك خصيصاً – أليس هذا ما نبحث عنه جميعاً؟

“اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”

أولاً، علينا أن نبدأ بتطهير قلوبنا من الشوائب. فكما نُنظف بيوتنا استعداداً لاستقبال الضيوف، فإن تنقية القلب من الحقد والحسد والكبر هي الخطوة الأولى في رحلة التقرب إلى الله.

ثانياً، هذا الشهر فرصة ذهبية لتقوية صلتنا بالقرآن الكريم. فلنجعل لأنفسنا ورداً يومياً من كتاب الله، نقرأه بتدبر وخشوع، فهو ربيع القلوب وشفاء الصدور.

ثالثاً، الصيام في هذا الشهر من أفضل القربات. فلنغتنم هذه الفرصة بصيام ما تيسر من الأيام، فهو تدريب للنفس وتهيئة للجسد والروح قبل رمضان.

رابعاً، لنحرص على صلة الأرحام وإصلاح ذات البين. فما أجمل أن نستثمر حرمة هذا الشهر في تنقية النفوس وإزالة الضغائن وتقوية أواصر المحبة بين المسلمين.

خامساً، لنكثر من الاستغفار والدعاء. فقد كان السلف الصالح يجتهدون في الدعاء في هذا الشهر، يطلبون من الله العفو والعافية والبركة في الدين والدنيا.

اللهم اجعلنا ممن يغتنمون المواسم، ويسارعون في الخيرات. اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، واجعلنا من عتقائك من النار.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى