التحذير من الغلو وأهمية الوحدة في الأمة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع، تناولنا موضوعًا هامًا يتعلق ببعض الجماعات التي ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تطلق على نفسها اسم “السلفية”. انتشرت هذه الجماعات في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وحتى خارجه، وادعت اتباع الدليل الصحيح من الكتاب والسنة.
لكن مع مرور الوقت، لوحظ أن هذه الجماعات قامت بمهاجمة المذاهب الفقهية الأربعة المعروفة في العالم الإسلامي، ووجهت اتهامات بالبدعة والضلال لمن يخالفها في الرأي، حتى طال ذلك العلماء وطلاب العلم والدعاة والأئمة. ولم يسلم منهم أحد، بل تجاوزوا ذلك إلى التغاضي عن الظلم والتسلط الذي يمارسه بعض الحكام.
وأشارت الخطبة إلى أهمية التمسك بوحدة الأمة ونبذ الفرقة، استنادًا إلى قول الله تعالى: *”وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”* (سورة آل عمران: 103)، وقوله تعالى: *”وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ”* (سورة آل عمران: 105).
كما حذر النبي ﷺ من الغلو والتطرف، فقال: *”إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ”* (رواه ابن ماجه).
وأكدت الخطبة على ضرورة التركيز على العدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة، والعمل على تعزيز الوحدة والتكاتف بين المسلمين. قال الله تعالى: *”إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”* (سورة الحجرات: 10). كما دعانا النبي ﷺ إلى الاعتدال والتسامح، فقال: *”الدِّينُ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ”* (رواه البخاري).
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ أمتنا الإسلامية من كل سوء، وأن يوحد كلمتنا على الحق، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة: هذا المقال مستوحى من خطبة الجمعة الأخيرة بتاريخ 13/09/2024